عمان - ربى الرياحي
تصرفاتمزعجة تتعرض لها الثلاثينية آمال أحمد بسبب إعاقتها البصرية التي ترافقها منذ الولادة، تلك التصرفات تؤثر فيها لدرجة أنها تختار أن تنعزل عمن حولها،وبخاصة أولئك الذين يجهلون حجم الوجع الذي يسببونه لها ولأقرانها من ذوي الإعاقة من خلال أسئلة وكلمات قد تكون عفوية لا يقصد أبدا منها الإحراج. لكنها من وجهة نظرها، هي تصرفات قاسية تؤذي مشاعرها.
وتذكرمن تلك المواقف موقفين تتعرض لهما باستمرار؛ الأول يتعلق بحضورها للمناسبات الاجتماعية واللقاءات العائلية التي تحرص على المشاركة فيها رغم أن بعض الأشخاص ممن يستغربون من وجودها ويتجنبون في المقابل التعامل معها، يكون لقلة وعيهم أو لأنهم ينظرون إليها على أنها من عالم آخر.
يلجؤونبدون أن يشعروا إلى تهميشها وعدم الحديث معها، حتى قد يصل بهم الأمر بهم إلى التجاوز عنها في السلام الذي يتبادلونه فيما بينهم، كل ذلك يجعلها تنفرممن حولها وتستسلم لأفكارهم وتصوراتهم الخاطئة عن الإعاقة بدون أدنى محاولة لتغييرها.
أماالموقف الثاني، فهو باختصار عبارة عن أسئلة مهينة تنتقص من قيمة ذوي الإعاقة، وخصوصا البصرية منها تلاحظها هي أثناء تعاملها مع المحيطين بها. تقول "يسيئني كثيرا استهتار البعض بمشاعرنا وتحديدا عندما يسمحون لأنفسهم بأن يوجهوا لنا أسئلة فيها استهانة واضحة بقدراتنا: إنتوا كيف بتلبسوا؟ كيفبتاكلوا؟ لا يفكرون أبدا بوقع تلك الأسئلة على نفسياتنا".
ويعانيذوو إعاقة على اختلاف فئاتهم من التمييز ونظرة دونية تحاصرهم غالبا، وتحرمهم من أن يتعاملوا بشكل طبيعي ومتوازن كغيرهم بعيدا عن كل تلك التصرفات الجارحة والمستخفة بمشاعرهم، ما ينقصهم حقيقةً ليكونوا متواجدين في الحياة هو الشعور بالاحترام في البيت، في الشارع، في العمل، في كل المواقع التي من الممكن أن يشغلوها.
همفقط بحاجة إلى أن يتساووا مع من حولهم في الحقوق والواجبات رافضين تماما أن تهان كرامتهم حتى لو لم يقصد ذلك بل كان نتيجة تخوف وقلة وعي من المحيطين بهم.
2017-03-01 12:05:48