اسمه يحمل طاقة أمل غير محدودة لكل من يعرفه أو يسمع عنه في مجتمع ذوي الاحتياجات الخاصة. التحدي أحد أهم صفاته الشخصية التي يتمسك بها دائما ليحفر اسمه كصانع إنجاز حقيقي دون أن ينافسه أحد، حيث صعد - رغم إعاقة قدمه - قمم ثلاثة جبال (الألب بسويسرا، توبقال بالمغرب، سانت كاترين بمصر).. ليس هذا فحسب وإنما جعل من الإعاقة قضية حياته، حيث يحمل السمة والأمل والتحدي لذوي الاحتياجات الخاصة.
يقول المغامر الشاب مازن حمزة في مقابلة إن تجربته مع الإعاقة بدأت مبكراً لكنه لم يستسلم لها، ويضيف "أنا ولدت في العراق لأب وأم مصريين وقت حرب الخليج، ونظرا لظروف الحرب والتنقل من مكان لآخر حتي نصل لمصر لم أتلق جرعات التطعيم بانتظام، وتلقيت جرعة تطعيم فاسدة تسببت في إصابتي بضمور كامل بالجسم، وذهبت لأخذ جلسات علاجية في تركيا حتى بدأ يتدفق الدم لجسمي ماعدا ساقي اليمني التي أصيبت بشلل الأطفال، وحينما عدت إلي مصر أصر والداي علي ممارسة حياتي بشكل عادي، فتلقيت تعليمي في المدرسة ومارست الرياضة والسباحة وتعلم الفنون والغناء".
ويضيف "في إحدى مرات بحثي على الإنترنت شاهدت بالمصادفة إعلانا عن مسابقة أطلقتها إحدى شركات الاتصالات العالمية باسم "احلم"، وشاركت في المسابقة وكان حلمي أن أكون أول متحدي إعاقة مصري يصعد قمة جبال الألب في سويسرا، وهي أعلي قمة جبال في أوروبا، وثاني أعلي قمة جبال في العالم، وتواصلت معهم وحصلت علي أعلي نسبة تصويت في المسابقة وبدأت التحضير للرحلة وصوروا الرحلة من بدايتها في بعض الشوارع المصرية الأصيلة، ثم جولاتي بجينيف ثم سافرت وبدأت خلال 4 أيام تنفيذ خط سير الرحلة إلي قمة الألب وفق ما حددته الشركة المنظمة وقتها كانت درجة الحرارة30 تحت الصفر وبرغم أنها جبال ثلجية إلا أنها ممهدة للصعود عكس الجبال الصخرية".
وعن جبل توبقال الشهير بجبل الموت في بلاد المغرب، يقول "كنت أتحدي نفسي أولا لأصعد أعلى قمة في شمال إفريقيا وثاني أعلي قمة في إفريقيا والشرق الأوسط، وهو جبل توبقال الذى يعد أعلي قمم سلسلة جبال أطلس ويبلغ ارتفاعه 4167 ويقع علي بعد 63 كم من جنوب مدينة مراكش، وكان العامل المشجع لي في هذه المرة، أني سأصعد الجبل برفقة آخرين فكانت دعوة الرحلة منشورة علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك من خلال جماعة "رحالة"، وتحمست للمشاركة بها وجميعهم رحبوا بي ودعموني معنويا حينما عرفوا أني متحدى إعاقة، وصعدت قمة الجبل وطبيعته الصخرية صعبة جدا وغير ممهدة للتسلق، وحدثت حوادث فقدان بين العديد من المغامرين.
وعن هدفه من المغامرة وتسلق الجبال، يقول المغامر الشاب مازن حمزة "هدفي إثبات أن ذوي الإعاقة لديهم طموح لا حدود له، مثلهم مثل الأصحاء، ولا تمنعهم الإعاقة من تحقيق طموحهم، ويستطيعون أن يكونوا رقم واحد في مجالات مختلفة، وأكثر مجال يثبت فيه ذوو الإعاقة أنفسهم هو الرياضة؛ لأنها تزيد من ثقتهم بأنفسهم، وبالتالي تظهر قدراتهم اللامحدودة". ويختم في نصيحته الى الشباب: "لو لم يكن لديك حلم، اصنع لنفسك حلماً.. ولم لم تكن مؤمنا بحلمك، ابحث عن حلم آخر تكن مؤمنا به لتتحفز لتحقيقه".