بقلم الجريح محمد دبوق
ثاني ايام إصابته، استيقظ الجريح شبير زعيتر في إحدى غرف المستشفى محاولًا النهوض. أدرك أنه قد فقد السيطرة على النصف السفلي من جسده. قال بهدوء: "أعظم المصائب مصيبة الإمام الحسين (ع)".
تعود قصة اصابة شبير الى 23 آب 2017 .. يوم ارتقاء النفس. كان آخر أيام عمله قبل أن يعود الى أهله، إلا أن رصاصةَ القنص الغادرة في ظهره أردته جريحاً.
في تلك اللحظة ظنّ شبير، وهو اسم من أسماء الإمام الحسين (ع)، أنه ملاقٍ سميّه. ناجى السيدة الزهراء (ع) لعله يلتحق بركب العاشقين. لكن الله أراده جريحاً يعرج إليه في كل يوم.
أدرك شبير مقامه، فكان له من اليقين والتسليم أن يرضى بما قضى الله له. راح يفاخر بجراحه قائلًا: "مع كل معاناة، تكتب للجريح شهادة متجددة"، ويضيف "الاصابة ربط للجريح بعالم الآخرة".
"لن أوقف أيًا من مسيرتي العملية أو العلمية"، يؤكد الجريح شبير زعيتر. فهو عازم على ان يكمل عمله كمدرّس في اختصاص التمريض، علاوة على دراسته الحوزوية.
في مركز مؤسسة الجرحى في بيروت، رافقت الجريح زعيتر. تأملنا عدداً من الجرحى يخضعون للعلاج الفيزيائي. رفع شبير رأسه من على كرسيه المتحرك، وضعها على عكازتي وقال: "انقل عني رسالة الى المجاهدين: إن مسيرة الجهاد التي قدّم في سبيلها الشهداء أنفسهم، والجرحى أشلاءهم، حِملُها على عاتقكم، فكونوا - أيها الأعزاء - أهلًا لهذا الحمل".
2018-02-19 07:54:54